Tuesday, September 10, 2013

نور الحب


كانت كعادتها تمشى وحيدة فهى لم تعد تثق فى أحد ليشاركها لحظاتها، فصدمتها كانت أكبر من أن  
تسمح بتكرارها فقد خرجت منها بسلام بعد سنوات قضتها فى محراب كتاباتها و قلمها لتخفف من آثارها التى أتت على  كل ما لديها من مشاعر و أحاسيس كانت تتبادلها معه، دوما كانت تبحث فى شريكها عن الأحلام و سبيل تحقيقها و لكن تحطم كل شيئ فلم تعد تقدر حتى على ان تنام، فغادرتها الأحلام قانطة من سهدها، و أمست أعينها لا ترى غير الحزن و عاش قلبها ينبض بالألم  و اتشحت حياتها بالسواد، فما كانت ترى نورا و لا صبحا فقط الليل البهيم هو ما تعيشه، لا تريد ان ترى أحدا و ما عاد شيئ يعنيها فأكتفت بنور ظلامها و لم تعد تبحث عن النور و لم تعد تسأل عن الشمس، فقط تسير بنور قلبها و تتجنب السقوط من جديد فازدادت حرصا على قلبها و لم تعد تترك أحد يصل لعتبته، و أثناء سيرها اقتربت من وردة حمراء تقف وحيدة فى الأرض لم تكن لتراها لولا أن قلبها حدثها بها فمالت عليها لتتنسم رائحتها، سمعت للوردة أنين فارهفت السمع لها، فذهلت ان مصدر الأنين تحت الوردة و ليست الوردة، فنبشت تحت الوردة بأيديها وقلبها يتوجع لهذا الأنين، لم تلحظ أن قلبها قد بدأ ينبض بالأمل بدلا من الألم؛ أمل انقاذ من يتوجع تحت الثرىلم تدر ما هذا النور الذى يشع فى المكان أهو نور الصباح و ضياء الشمس؟ أم قد أعطت أوامر لأعينها أن تنظر من جديد و ترى النور بعد طول ظلام، لا ترى نفسها إلا و هى تبحث عن من يخرج هذه الأصوات؟ و ما أصابه؟ ولماذا هو تحت كل هذا الثرى؟، لم تهتم كم من الوقت لبثت؟ أو كم من الوقت يلزمها حتى تصل له؟ فقط مشاعر جديدة لم تدرك معناها بعد هى التى تحركها و تدفعها نحو الاستمرار، بدأت شدة الصوت تزيد و تتضح مما ينذر بقربها منه، فهدئت فى بحثها و تمهلت فى نبشها خوفا من أن تزيد آلمه بدلا من انقاذه، بدأت تراه لأول مرة و تتضح معالمه، لقد التقيا سلفا منذ وقت ليس بالقصير و لكنه مر مثل كثيرين مروا أمام بابها لم تعره وقتها انتباها، و اليوم لا تعلم لماذا مرت من هذا الطريق و لا ما الذى جذبها لهذه الوردة، فمدت له يدها لتخرجه من وحله و أقذاره



و طفقت تنظفه و تمسح عنه كل ما أصابه، غير عابئة لما قد يصيبها منه فلم تترك قلبها موصدا كعادته و سمحت له بالولوج ليستعيد نقائه و صفائه و هيئته، أنست له و لم تعد تذكر آلامها و أحزانها بدأت أنوار قلبها تزداد لتنير بقلبها كل ما حولها و تخطو فى طريق السعادة الذى لطالما كانت تبحث عنها و لا تجدها، بدأت تتثائب و يزورها النوم على استحياء لم تعد تخاف من أحلام لا تتحقق فلم يعد يهمها غير ان تبقى إلى جوار هذا القلب الذى أنار لها حياتها من جديد و لا تدر من وهب لمن الحياة من كان تحت الثرى يأن أم من كان فوق الثرى لا يرى الحياة و أًصبح ينعم بنور الحب



No comments:

Post a Comment