Sunday, March 3, 2013

وردتى

أدخل حديقة ورود لأختار احداها لأضعها فى قلبى، فلا أرى غير الأشواك تدخل فى روحى و تؤلم وجدانى، فأمشى على الأشواك لأصل إلى وردة متفتحة فى طرف الحديقة رائعة الجمال، زاهية الألوان، تسيل الدماء من جسدى و يزداد شغفى و ولعى بالوردة، فاصبر و أسير فى وديان من الأشواك و أرى أنهارا سوداء تجرى فيها الغيرة و الحقد، و أرى الوردة و كأن المسافة بيننا تزداد، فيتسرب لنفسى اليأس و أكاد أرجع من حيث أتيت، و لكن أريج الوردة يصل إلى ليزيد من حماسى و يؤكد لى انتظارها لى و اشتياقها لرؤيتى، فأكمل مسيرتى  و يتبلل جسدى بأمطار من الشماتة و التشفى فيما أصابنى من جروح و آلام، و لكن كل هذه الأمطار غسلت كل ما يدنس روحى و قلبى فوصلت إلى الوردة و أنا كيوم  ولدتنى أمى لا أحمل غير الحب و الأمل، فأمسكت بالوردة و قد ذبلت من كثرة الانتظار، فأخذتها و رويتها بدموع قلبى، و زرعتها فى جسدى وسط  جوانحى و أغلقت عليها صدرى و استقبلت بوجهى أنوار الحياة التى أشرقت علينا، ووصلت أشعتها إلى وردتى، لتسترد عافيتها و ترجع إلى ما كانت عليه زاهية متفتحة و أخرج بها من الحديقة و لم أحس بالأشواك أو الأنهار السوداء، فأنا لا أرى غير وردتى و سعادتنا شغلتنا عن آلامنا، فأحسست و كأنه لا يوجد فى الكون أحد غيرى أنا و وردتى

No comments:

Post a Comment