Sunday, January 13, 2013

مدينتى



كنت أسير فى طريقها مثل كثيرين مروا بها، فمنهم من وقف ليستريح بها و منهم من وقف ليأخذ من خيرها، و منهم من مروا و لم يعنيهم أمرها، و هناك من لم يتركها لحالها فسعى لدمارها، و منهم من خاض فى شوارعها و ممراتها، ومنهم من اكتفى بالنظر لأبنيتها، و لا تسل عن سكانها فهم يعيشون براحة فى كنفها، و لكنهم ناقمين على حالها و لم تعد مثلما كانت فى شبابها، أصبحت بالنسبة للكثيرين مدينة قديمة قد آن وقت زوالها، تأبى على نفسها مصير كثيرات مثلها، ولكن ليس لها خيار فى شأنها فهى لم تقصر يوما فى حق نفسها، ذبلت الأشجار فى شوارعها و جناتها، غمرت المياه و الأوحال أحياءها، لم تعد ترى شيئا جميلا يلفت انتباه من يمر بها إلا دفء جوها و حلاوة شمسها و صفاء سمائها، ولكن للأسف انقطع عنها زوارها، حتى مررت يوما بها رأيتها مثل الكثيرين تحمل السعادة و أسرار الحياة فى أركانها، ولكن تحتاج لمن يهتم لأمرها و يخرجها مما صار عليه حالها، دخلت فى أعماقها و عشت فى كنف أحيائها، وصار طموحى و أملى ان أعيش من أجلها، لأجل أن تسترد عافيتها و ترجع لسابق عهدها، يزورها القاصى والدانى فرحا بأهلها و سكانها، ويفرحون هم أيضا بها، و تحيا تشع من ثقافتها و علمها ما يغمر كل من يرنو لها، تأتيها الحياة مقبلة من جديد ماسحة لآثار أى دمار حاق يوما بها، و لا تنتهى الحياة أبدا بها ليعرف كل من يمر بها قصتها قصة مدينتى.

2 comments:

  1. عندما تموت المدن يهجرها سكانها الى مدن اجدد وان كانت اقل رونقا وجمالا وحياة هذا ما جبل عليه البشر فكم من مواطني مصر هجروها ولم يتمسكوا بها استسهالا لحال المعيشة أو لأنهم لم يعشقوها كفاية ولم يعرفون قدر أم الدنيا
    المرابطين حول القدس كرمهم الله لكن من يجبن ويرحل لا يجني الا الحياة الدنيا
    هي مدن ولكن ليس بالطموح والآمال تبني ولكن بالثبات على الموقف والقوة في اتخاذ القرار بالرباط حولها ودعمها
    من الواضح انها ليست مدينتك روح دور على مدينتك بأه يا محمود :)

    ReplyDelete
    Replies
    1. L.G.
      أعجبنى تعليقك و أردت أن أؤكد لك إن من يحب مدينته يموت معها و لا يتركها
      و هى مدينتى شاءت أم أبت
      شكرا لمرورك و عذرا للتأخير فى الرد

      Delete